رحلة من الداخل إلى الخارج بالتربية

منذ طفولتي، كنت أعشق لعبة التعليم، حيث كان أحب ألعابي هو تعليم دُماي ما تعلمته في المدرسة. كنت دائمًا أشعر أن مستقبلي سيكون مع الأطفال، ولهذا السبب اخترت تخصص التربية في الجامعة. بدأت رحلتي المهنية كمعلمة، حيث تعاملت عن قرب مع الأطفال وكنت شاهدة على التحديات التي تواجههم في التعبير عن أنفسهم وإدارة مشاعرهم.

لم أدرك مدى تأثير الرفاهية على الأداء الأكاديمي وسلوك الأطفال حتى عملت مع اللاجئين. خلال هذه التجربة، لاحظت كيف أن رؤية الأطفال وسماعهم يُحدث فرقًا جذريًا في حياتهم. هذا الإدراك دفعني لتحويل مسيرتي نحو التدريب والتوجيه، لأوفر للأطفال الدعم والأدوات التي تساعدهم على الازدهار. ومع معرفتي بأنني لا أستطيع تحقيق هذا الهدف وحدي، بدأت في تدريب واعتماد مدربي حياة للأطفال ليكونوا جزءًا من هذه المهمة.

لاحقًا، عملت مع منظمة Right to Play ، حيث ساهمت في مشاريع لدعم الأطفال وأهاليهم في المجتمعات التي تعاني من تحديات كبيرة.

كمدربة أهل، أركز أيضًا على رفاهية الأهل ومساعدتهم على فهم كيف يمكن أن تؤثر صحتهم النفسية والعاطفية على أسلوب تربيتهم. أعمل معهم على تنظيم مشاعرهم وفهم تأثير تجاربهم الماضية على طريقة تعاملهم مع أطفالهم، مما يمكنهم من بناء علاقات قائمة على الأمان والثقة مع أطفالهم.

حصلت على شهادة البكالوريوس في التربية من الجامعة اللبنانية الأميركية، إلى جانب العديد من الشهادات في التربية الإيجابية، التوجيه الإيجابي، وتدريب حياة الأطفال. كما طورت أدوات عملية لدعم الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وتحقيق التوازن النفسي، منها بطاقات التهدئة، بطاقات المشاعر، وبطاقات التوكيدات الإيجابية.

أدمج في عملي اليوم نظرية التعلق ونظرية العصب المبهم لمساعدة الأهل على تنظيم مشاعرهم وإعادة تشكيل أسلوبهم التربوي، وفهم تأثير تجاربهم الماضية على طريقة تربيتهم. أؤمن أن التنظيم العاطفي يبدأ من الأهل لينعكس على الأطفال، وأن العلاقة القوية بين الأهل وأطفالهم هي الأساس لبناء جيل أكثر استقرارًا وسعادة.

رسالتي اليوم هي تمكين الأهل والمدربين ليصبحوا أدوات تغيير إيجابي في حياة الأطفال، وخلق بيئة آمنة وداعمة تساعد كل طفل على النمو والازدهار. من خلال العمل مع الأهل وتدريب مدربي حياة الأطفال، أسعى لبناء مجتمع يبدأ من العائلة، حيث يشعر كل طفل بالأمان، ويجد الدعم الذي يمكنه من تحقيق أحلامه.